Scoops de Abdel hamid Brahimi, révélations d'outre-tombe

قال إن جنرالات فرنسا دسوا السم لبومدين وقتلوا مرباح وبلقايد وبوضياف وحشاني
الإبراهيمي: بوتفليقة لا يقدر على الجنرالات وبلعيد عبد السلام تعامل مع اليهود

ذكر الوزير الأول الجزائري الأسبق، عبد الحميد إبراهيمي، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غير قادر على التخلّص من عقدة الجنرالات. وقال إن بوتفليقة لا يدير شؤون البلاد إلا من وراء ستار يقف خلفه جنرالات الجيش، الذي يتحكمون في صناعة القرار في الجزائر. مشيرا إلى أن توجه الرئيس بوتفليقة يميل أكثر إلى الغرب، وهو بعيد عن التوجه العروبي والإسلامي.
وأضاف الوزير الأول الجزائري الأسبق مفجر قضية (26 مليار دولار) نهاية الثمانينيات والمقيم في منفاه الاختياري بلندن، في حصة بثتها قناة الجزيرة، أن جنرالات الجيش، وسمى منهم القائد السابق لأركان الجيش محمد العماري، والمرحوم إسماعيل العماري، وخالد نزار، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية السابق العربي بلخير، ومدير المخابرات محمد مدين وعباس غزيّل ومحمد تواتي ومحمد شلوفي، متورطون في الأزمة التي عرفتها البلاد، ويتحملون مسؤولية عدد من الاغتيالات السياسية التي طالت شخصيات بارزة في الساحة السياسية في البلاد، وفي مقدمتها الرئيس الراحل محمد بوضياف والمسؤول القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة عبد القادر حشاني وقاصدي مرباح والوزير أبوبكر بلقايد. غير أنه أوضح بأن هذه الاتهامات ليست محض معلومات دقيقة، لكنها قراءة واقعية لجملة من المعطيات التي كانت بحوزته.
وجدد الإبراهيمي مقاربته القائمة على أن هؤلاء الضباط الذين كانوا يخدمون في الجيش الفرنسي قبل التحاقهم بالثورة الجزائرية، تمكنوا من الاستيلاء على مواقع حساسة في السلطة بعد الاستقلال، بفعل توظيفهم في مستويات قيادية في الجيش من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين. وكشف، في هذا السياق، عن حوارات جرت بينه وبين الرئيس بومدين حول موضوع ضباط فرنسا، وأقر له هذا الأخير أنه يستعملهم فقط ''كمفك براغي''، ويوظف خبرتهم التقنية والعسكرية لا أكثر ويبتزهم بماضيهم ويضمن ولاءهم له. مضيفا أن الرئيس الراحل بومدين كان يعارض ترقية أي من الضباط من ذوي التوجهات العربية والإسلامية.
ورد الإبراهيمي على سؤال حول موقفه من مسألة الوفاة الغامضة للرئيس الراحل هواري بومدين، وأعرب عن قناعته التامة أن الرئيس بومدين مات مسموما وتم اغتياله بهذه الطريقة، وفقا لمطالعته التقرير الطبي الذي أعده الفريق الذي كان يشرف على معالجة الرئيس. مشيرا إلى أنه ''متأكد أن ضباط فرنسا وضعوا سما لبومدين للتخلص منه لأنه رجل وطني مخلص''.
وتطرّق الإبراهيمي إلى فترة الرئيس السابق الشاذلي بن جديد، وقال إنه حذره يوم تعيين العربي بلخير أمينا عاما للرئاسة، لكن الشاذلي لم يعر اهتماما لتحذيراته. وكشف، في سياق آخر، أن بلعيد عبد السلام، الذي كان وزيرا للاقتصاد ورئيسا للحكومة لاحقا، تعامل مع اليهودي البلجيكي ''سيمون'' الذي تربطه علاقات وطيدة مع ''الكارتل'' الفرنسي. وأشار إلى أن عبد السلام عارض بقوة مشروع مرور الغاز الجزائري إلى أوروبا عبر تونس والمغرب، لأنهم حسب رأيه ''أعـداء'' وفضل مرور الغاز عبر البحر.

أبدى المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي تحفظاته بخصوص مشروع الحكومة الرامي لربط الاقتصاد الوطني وكافة قطاعات النشاط الاجتماعي والإداري بما يعرف بـ''الجزائر الإلكترونية ''2013، والذي يهدف إلى ربط كل مؤسسات الدولة ومكونات الجماعات المحلية وجميع القطاعات الوزارية ذات الاتصال المباشر مع المواطنين، بشبكة وطنية للتواصل بواسطة تقنية الرقمنة.
يتلخص رأي المجلس الذي ورد في شكل ''تحفظات وتوصيات'' رفعت إلى الوزير الأول، أحمد أويحيى، بناء على إخطار من هذا الأخير مؤرخ في 14جانفي الماضي، نشر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، في صعوبة تحقيق المشروع خلال فترة وجيزة لا تتجاوز خمس سنوات، بسبب عوامل لا تساهم إيجابيا في ''التفاؤل'' بقدرة وزارة البريد وتكنولوجيا الاتصال، على الوفاء بالتزاماتها في الآجال المعلنة.
ومن ذلك، تسجيل المجلس التأخر المسجل في مجال تجهيز الأعوان الاقتصاديين وتطبيقات الجمهور الواسع، خاصة إذا علمنا أن مناخ الاقتصاد الرقمي أو ''اقتصاد المعرفة'' يتطلب عوامل تساعد على إرسائه ونموه مثل صناعة المضمون وشركات الخدمات المشرفة عليها.
وعاتب خبراء المجلس وزارة حميد بصالح للبريد على تجاهلها برنامج الحكومة المصادق عليه لسنة 2002، والمشتمل على المشروع، كما أعاب عليها ارتفاع التقدير المالي للعملية التي تكلف أربعة مليارات دولار، والمعوّل على تمويلها من خزينة الدولة فقط، وكذا عدم توضيح حصة المؤسسات المستفيدة مباشرة من العملية وصفقاتها، ويتعلق الأمر بمورّدي التجهيزات باعتبارهم سيجنون فوائد كبيرة من الأموال العمومية المرصودة.
وفي هذا السياق، دعا المجلس الذي يرأسه محمد الصغير بابس، الجهة الواقفة وراء المشروع إلى مراجعة قيمة الغلاف المالي، مشددا على ضرورة إعادة ضبط وتحليل دقيق للنتائج المنتظرة، خاصة وأن عملية التمويل تتم أساسا بواسطة عائدات سلطة ضبط البريد والاتصالات، والاستفادة من فشل برنامج ''أسرتك'' (كمبيوتر لكل أسرة) الذي رصد له أكثر من نصف مليار دولار، دون أن ينسى التأخر الذي يعاني منه إنجاز مشروع الحظيرة التكنولوجية لسيدي عبد الله.
وليس ''غموض'' الجانب المالي وحده الذي جلب انتباه المجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي. بل إن الجانب البشري المعد لإنجاح المشروع، ليس بالمستوى المطلوب. وحسب خبراء المجلس، نجاح المشروع مشروط بموارد بشرية مؤهلة، وعليه يتوجب على الحكومة مراجعة القوانين الأساسية الخاصة بالمستخدمين المؤهلين في ميدان تكنولوجيا الإعلام والاتصال بما يضفي عليها طابعا أكثر إغراء لغرض الاحتفاظ بالتقنيين الأكثر تأهيلا.. وهو ما لم تتضمنه مسودة المشروع التي اكتفت بسرد تقني سطحي ولم تتطرق إلى قطاع السمعي البصري منه.
ومن النقائص التي لم يتساهل معها المجلس، ما تعلق بالمضمون، حيث أعاب على إغفال وزارة حميد بصالح للغات الوطنية، وأيضا عدم إيلاء أهمية كافية للسلطات المحلية باعتبارها امتدادا للدولة وحلقة التواصل مع المواطنين. وفيما تعلق بالجانب اللوجيستي، انتقد المجلس عدم انسجام الجهود والوسائل الواجب حشدها، وأكد على كل طرف معني بالمشروع (القطاعات الوزارية المشتركة) توفير جميع الوسائل البشرية والمادية المطلوبة بغض النظر عما هو موجود أو ما يمكن الحصول عليه لدى شركائه الآخرين.
بالإضافة إلى ما سبق، تحدث المجلس الوطني الاقتصادي الاجتماعي عما أسماه ''عراقيل نفسية'' تعيق الانتقال من النمط التقليدي في التواصل والاتصال بين مؤسسات الدولة وملحقاتها، إلى النمط الرقمي، وذلك بناء على معاينة ميدانية تؤكد عدم توفر الظروف المطلوبة لهذه التحولات في مجتمع جزائري تنتشر فيه الأمية وتغيب عنه المبادرة الفردية وروح المسؤولية في المستويات المختلفة.. باختصار انعدام ثقافة الدولة، ما قد يعرض الأمن الوطني لمخاطر. واقترح المجلس ضرورة اضطلاع الدولة ممثلة في رئاسة الجمهورية أو الوزارة الأولى بمهمة التخطيط والتنظيم والإشراف المباشر على هذه العملية.
ويشار إلى أن الوزير حميد بصالح، هو الأب الروحي للمشروع الذي شرع في إعداده فور مجيئه إلى وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال والإعلام، خلفا لبوجمعة هيشور. وقد استغرقت عملية بلورته من طرف 300 خبير وإطار جزائري، مدة ستة أشهر كاملة.

 المصدر :الجزائر: جلال بوعاتي
2009-10-06