هناك أشخاص لايعرفون قيمة الأوطان فيفزعون لتفجيرها متى أحسوا أن لهم مصلحة شخصية لم تتحق..وهناك أشخاص يحركون في الأمة الفتن فيقسمونها قوميات ومذاهب ويشعلون فيها نيران تحركهم أفهام سقيمة ونفوس مدغولة وضمائر نخرة..وهنا لابد من التأكيد على معان أساسية في حياة البشر.
إن هناك منهج الحرص على الأوطان والحرص على الشعب والأمة، إنه منهج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم..منهج البحث عن المشترك على قاعدة الوحدة الانسانية فتعالوا إلى كلمة سواء..إنه البحث عن المشترك الوطني والمشترك القومي والمشترك الحضاري والمشترك الانساني.. بمعنى الابتعاد عن التركيز على نقاط الاختلاف والإكثار من التركيز على نقاط الالتقاء..وهنا سيجد أبناء الوطن أن هناك مشترك كبير بينهم عليهم أن يعززوه ويجعلوه عروة وثقى تجمع الصف الوطني لخدمة أوطانهم وشعوبهم..وفي هذا الإطار كان مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحلف الفضول..ومن هنا كانت معاهدة الموادعة في المدينة التي جمعت إليها اليهود والمسلمين وغيرهم من أهل المدينة.
إذن لابد من جمع أهل البلد الواحد في الوطن الصغير على مشترك كبير من الثقافة والدم والوطنية والابتعاد عن كل نوازع الفتن والتفسيخ .. وهذا لأن خيركم خيركم لأهله.
وفي العرب مشترك كبير بين كل أوطان العرب وبلدانهم وهم معنيون الآن بالضرورة بالمنهج نفسه أن يلتقوا على المشترك بينهم ويحموه ويبتعدوا عن نقاط الاختلاف لأن في ذلك قوة لكل منهم وعزة لهم جميعا..وهذا السبيل ليس سواه لإعادة العرب على مسرح الحياة..لابد من ذلك لأننا شعب واحد.
وداخل أمتنا الكبيرة وانتمائنا الحضاري لابد من البحث عن المشترك وهو كثير وكبير جدا نبرزه ونعززه وليعذر بعضنا بعضا فيما لم نستطع بعد الاتفاق عليه، تاركين بعضه لأهل العلم وبعضه للزمن يكشف حقيقته وبعضه لايهم فيه اتفاق أو اختلاف..هكذا تلتقي الأمة على رابط واحد إنه حبل الله..لابد من ذلك لأننا أمة واحدة، وعلى المستوى الانساني لابد من البحث عن المشترك مع الانسانية، وإبراز القيم الانسانية التي أسهمنا فيها بعمق، وذلك لأن الناس إخوة إما في الدين أو الخلق ولاينبغي التفريق بين عباد الله بالسوء والشر بل لابد من إدراك أن الرحمة بهم جميعا أولى وأنهم جميعا معنيين بالدعوة إلى الخير والفلاح.
يا أبناء وطننا تعالوا إلى كلمة سواء..يا أبناء قوميتنا تعالوا إلى كلمة سواء..يا أبناء أمتنا تعالوا إلى كلمة سواء..يا أيتها الانسانية جميعا تعالوا إلى كلمة سواء..لاتفرقنا اجتهادات ولا تشتتنا دعوات جاهلية ولا تفرقنا عنصريات.
إن السلام هو ديننا والسلام هو اسم ربنا والسلام هو بيت الجنة والسلام هو تحيتنا في الأرض والجنة..وهو المتكرر في القرآن أكثر من ستين مرة..فكيف بنا وهذا شأننا لا نلتزم بروح السلام والتصالح الداخلي في مجتمعاتنا ودولنا ووطننا العربي وعالمنا الاسلامي..ومن هنا بالضبط نرى حجم التخريب الذي يقوم به الفتانون والمهرطقون والماجورون والجهلة والمرضى الذين حوّلوا المعاني النبيلة والقيم الجميلة والمنهج الرشيد إلى عكس الاتجاه، فأضلوا عباده وخربوا الديار ونكبوا الأمة..والله يتولانا برحمته
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/187010.html