البدعةُ الوهابيةُ الكبرى سؤالٌ
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيّبين الطاهرين، وصحابته المنتجبين..
أما بعدُ: تنسب الفرقة الوهابية إلى محمد بن عبدالوهاب بن سليمان النجدي.. الذي كان قد أخذ شيئاً من العلوم الدينية، كما كان مولعاً بمطالعة أخبار مدعي النبوة كمسيلمة الكذب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي.. فظهر منه أيام دراسته زيغٌ وانحرافٌ كبير، مما دعا والده وسائر مشايخه إلى تحذير الناس منه فقالوا فيه: سيضل هذا ويضل الله به من أبعده وأشقاه وكان يتصرف وكأنه صاحب اجتهاد.
فقد وصفه أخوه سليمان بن عبدالوهاب وهو أعرف الناس به وقد ألف كتاباً في إبطال دعوة أخيه وإثبات زيفها ومما جاء في هذا الكتاب »اليوم ابتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ويستنبط من علومها ولا يبالي من خالفه، ومن خالفه فهو عنده كافر، هذا وهو لم تكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الإجتهاد ولا والله ولا عشر واحدة ومع هذا راج كلامُه على كثير من الجهال فإنا لله وإنا إليه راجعون«..
هذا ما قاله سليمانُ بنُ عبدالوهاب وأهلُ مكة أدرى بشعابها، أنظر (الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية) للشيخ/ سليمان بن عبدالوهاب وفتنة الوهابية، وأريد هنا أن أوضح ما هي عقيدةُ الوهابية في الصحابة فعقيدةُ الوهابية تقضي على جل الصحابة بالكفر والشرك فهذا حكمهم على جل الصحابة الذين عاشوا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأجاوزوا الاستشفاع بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأجازوا السفر لزيارة قبره الشريف هذا هو لازم عقيدتهم وهذا هو حكمهم بالفعل، أما حين يراوغون عنه بالقول في ما يزعمونه من تعظيم الصحابة فإنما يريدون منه إغواء البسطاء كما يخشون عواقب تصريحهم بذلك.
لم تقف الوهابيةُ عند هذا الحد بل تناولوا الصحابة الذي كانوا حول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حياته أيضاً فقال محمد بن عبدالوهاب ما نصه: »إن جماعة من الصحابة كانوا يجاهدون مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويصلون معه ويزكون ويصومون ويحجون مع ذلك فقد كانوا كفاراً بعيدين عن الإسلام« أنظـُرِ الرسائل العملية التسع لمحمد بن عبدالوها -رسالة كشف الشبهات ٠٢١ طبعة سنة ٧٥٩١م.